صاحب و صحب
ذكرت كلمة صاحب في القرآن الكريم 12 مرة منها 8 مرات بحذف الألف للدلالة على الانسجام والعلاقة الحميمة المعتادة بين الأصحاب الحقيقيين في حين أثبتت الألف في أربع مرات للدلالة على علاقة صحبة غير منسجمة و غير عادية. و لعل أوضح مثل يبين ذلك هو المثل المذكور أعلاه في سورة الكهف في قصة حوار مالك الجنتين مع صاحبه الفقير. ففي المرة الأولى تم حذف الألف من كلمة صاحب والاستعاضة عنها بألف خنجرية صغيرة كون الصحبة في هذه اللحظة علاقة طبيعية منسجمة بين صديقين حميمين, ولكن ما أن أعلن صاحب الجنتين المتكبر عن كفره صراحة وعدم إيمانه بالبعث والنشور حتى انفصمت عرى الصحبة والصداقة والانسجام بين الصاحبين في المرة الأولى حيث المتكلم هو الغني المتكبر صاحب الجنتين وهو يختال بكثرة أمواله وأولاده إنما يوحي بتصغيير شأنه و تحقيره بنظر الله سبحانه (ألف صغيرة) في حين أن إثبات الألف في المرة الثانية (ألف كاملة ممدودة إلى الأعلى) حيث المتكلم هو الفقير المؤمن المتوكل على الله والراجي لفضل ربه فإنما توحي برفعة مكانته وإعلاء شأنه عند الله عز وجل, والله سبحانه أحكم وأعلم وهو اللطيف الخبير