ينتشر اسلوب الإلتفات بغزارة في آيات القرآن الكريم وبأنواعه المتعددة ومقاصده اللطيفة التي تكاد لا تخطر على قلب بشر، بل وقد يتلوها المرء مرات بعد مرات فلا يكاد ينتبه إليها دون أن يتدبر ويتفكر بالنص، ومن ألطفها الإلتفات الحاصل في آيات سورة السجدة التالية حيث يتميز لون الآيات عند حصول الإلتفات المزدوج من صيغة الغائب المفرد إلى صيغة الجمع المخاطب فما الحكمة الظاهرة لذلك؟؟؟
تتحدث الآيات الكريمة عن قصة الخلق الأولى لأبي البشر آدم عليه السلام وهو فرد وحيد قبل أن تكتمل لديه وسائل الإدراك من سمع وبصروعقل، فناسب السياق استخدام صيغة المفرد الغائب إذ كيف يخاطب من لم يحضر بعد، ولكن بعد اكتمال صفات الإدراك هذه لديه ولذريته من بعده، ناسب أن يتحول سياق النص بالإلتفات إليهم وأن يخاطبهم الله سبحانه جميعا مباشرة ويحضرهم بين يديه من جديد ليشهدهم في عالم الحضور والشهادة، كما كان قد أشهدهم من قبل في عالم الغيب وهم في عالم الذروقد أخذ عليهم الميثاق بقوله تعالى في سورة الأعراف
فسبحان الله العظيم الذي لا تنقضي عجائب كتابه الكريم والله أعلم والحمدلله رب العالمين