دقائق الوصل والفصل 3
إن ما، إما
كنا قد عرضنا نموذجين من ألوان ولطائف الفصل والوصل في شذرات سابقة (من ما , مما)، و (كل ما , كلما)، واليوم نعرض مثالا جديدا رائعا وهو عن فصل إن ما أو وصلها إما كما يلي في الآيات الكريمة التالية
نلاحظ أنه بالرغم من تشابه نصوص الآيات الكريمة إلا أن كلمة (إما، إن ما)، قد كتبت على نمطين بالوصل في سورتي يونس وغافر، وبالفصل في سورة الرعد فما تعليل ذلك والحكمة الظاهرة منه؟
وكما ذكرنا دائما أن السر يكمن في النص الذي يتماهى معناه ومراده ويتكامل مع لطائف الرسم القرآني الفريد
ففي سورتي يونس وغافر نلاحظ أن المشهد مشهد وصل وتجميع حيث يعود العباد للقاء خالقهم ومولاهم فتناسب مع كتابة كلمة إما متصلة غير منفصلة، أما في سورة الرعد فالمشهد مشهد فصل وتفريق، فوظيفة الرسول فقط البلاغ وليس له الحساب الذي هو خاص بالله سبحانه، فمهمة النبي عليه الصلاة والسلام منفصلة تماما عما اختص الله سبحانه ذاته العلية بمهمة الحساب ومن بعد ذلك الجزاء فناسب مشهد الفصل والتفريق هنا كتابة كلمة إن ما منفصلة كما هي في الرسم القرآني المتميز
فسبحان الله العظيم على هذه الدقة البالغة التي لا تخطر على بال بشر، هذا والله سبحانه وتعالى أحكم وأعلم وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
لفهرس المواضيع الرجاء الضغط هـــــــــــــــنــــــــــــا
ولمزيد من البيان الفيديو التالي للدكتور محمد غزال والله ولي التوفيق