Stellar Black Holes In the Holy Quran ظاهرة الثقوب السوداء النجمية

nephrons
7 min readFeb 8, 2020

--

إعجاز علمي جديد في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة النجم: آيه 1- 18
سورة التكوير

عم تتحدث هذه الآيات الكريمة؟

تفصل هذه الآيات الكريمة في موضوع الوحي، فهي تتحدث عن أركانه (الموحي سبحانه: الله عز و جل، الموحى به: القرآن الكريم، المبلغ: جبريل عليه السلام، والموحى إليه: النبي محمد صلى الله عليه و سلم). وبالرغم من أن الآيات الكريمة من سورتين منفصلتين إلا أن هناك تشابها كبيرا في نصهما وأسلوبهما، فهما تبدآن بقسم الله عز و جل بشيء ما! ثم تتحدثان عن الوحي وخصائصه، وتؤكدان بالنفي أوالإثبات بعض صفات الرسول الكريم (أمين الوحي جبريل عليه السلام)، و صاحبكم (صاحب الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم)، ثم تذكران حادثة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام على صورته الحقيقية مرتين الأولى في مكة (الأفق المبين), والثانية عند سدرة المنتهى في ليلة المعراج، كما تحدثتا عن رؤيته صلى الله عليه و سلم لأشياء غيبية أخرى في سورة النجم

إن ما يهمنا في هذا البحث، هوأن نعرف ماهية و كنه المقسم به في هذه الآيات الكريمة، وقد ناسب السياق (الحديث عن جبريل) أن يكون هذا الشيء غيبا لا يرى عادة, فالقسم الأعم والأشمل ورد في سورة الحاقة ( فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون)، ولكن القسم في سورة النجم (والنجم إذا هوى)، وفي سورة التكوير (فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس)، هو موضع الإعجاز، وهو الذي يحتاج إلى توضيح وبيان

ماهية الثقوب السوداء

يعتبر إكتشاف ظاهرة الثقوب السوداء من أحدث وأعجب المكتشفات الكونية التي توصل آليها العلم الحديث باستخدام أكثر الوسائل والمراصد العلمية قدرة وتقدما حيث كانت هذه الظاهرة في علم الغيب حتى اكتشفت قبل سنوات قليلة وهي تعتبر حاليا من أهم وأكثر الظواهر الكونية إثارة وتحظى بدرجة كبيرة من الاهتمام حيث تنصب عليها أبحاث و جهود علماء الفلك لكشف أسرارها

إن أول إشارة أو ذكر لاحتمال وجود هذه الأجسام الكونية كان في مطلع القرن العشرين من خلال النظرية النسبية لأينشتاين، إلا أن إثبات وجودها لم يتأكد حتى العام 1994 حيث سجل أول دليل حسي على وجودها بشكل غير مباشر بواسطة التلسكوب الفضائي العملاق هابل
ومن الجدير ذكره أن هذه الأجرام الكونية لا يمكن مشاهدتها مباشرة كونها مظلمة وخفية تماما بسبب الجاذبية الجبارة التي تتصف بها و التي تجذب كل شيء حتى الضوء فلا تسمح له بالإفلات من قبضتها، ولكن يمكن الاستدلال عليها برصد تأثيرها على ما يحيط بها من أجرام وغازات كونية

يوجد عدة أنواع من الثقوب السوداء ولكننا سنكتفي بالإشارة هنا إلى النوع الذي ينشأ من خمود وانهيار الشموس الكبيرة والتي تلقب بالثقوب السوداء النجمية تمييزا لها عن الثقوب السوداء العملاقة الموجودة في مركز المجرات الكبيرة

تخضع النجوم (أو الشموس) الضخمة (أكثر من عشرة أضعاف حجم شمسنا) لتأثير متوازن لقوتين عظيمتين متعاكستين في الاتجاه: الأولى قوة الجاذبية باتجاه المركز (الداخل) والثانية هي قوة التفاعلات والتفجيرات النووية باتجاه معاكس (نحو الخارج). ولكن بعد مئات ملايين السنين تنضب و تفرغ الشموس من طاقتها النووية وتزول القوة الدافعة إلى الخارج، ويبقى تأثير قوة الجاذبية العظيمة نحو الداخل والذي يؤدي إلى انهيار كتلة الشمس على نفسها نحو المركز حيث يتشكل جسم صغير شديد الكثافة ذو وزن وجاذبية عظيمين، لا يسمح ضمن نطاق معين لأي شيء بالإفلات من قبضته ولا حتى لأشعة الضوء والتي هي أسرع شيء اكتشفه الإنسان. لذلك فهذه الأجسام معتمة تماما ولا يمكن رؤيتها مباشرة، وهذا سبب تسميتها بالثقوب السوداء (وهو بالمناسبة اسم غير دقيق). إن أهم ما يميز هذه الثقوب السوداء صفتان: الأولى شدة القبض والجذب، والثانية الاختفاء وعدم الظهور( كصفة أصيلة دائمة غير متغيرة)

لقد تم وصف هذه الظاهرة بشكل دقيق مذهل ومعجز علميا وبيانيا في أكثر من موقع في القرآن الكريم من خلال قسم الله سبحانه وتعالى بهذه الظاهرة عند ذكره لحادثة معينة تتعلق برؤية شيء غيبي وهو رؤية النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام (صاحبكم)، للملك جبريل عليه السلام (رسول كريم) وعلى صورته الحقيقية مرتين: الأولى في سورة التكوير، والثانية في سورة النجم، كما ذَكر جبريل مرة ثالثة بصفته (رسول كريم) دون أن تذكر حادثة لرؤيته في سورة الحاقة

ففي سورة التكوير يقسم الله سبحانه بالخنس الجوار الكنس. وعند الرجوع إلى معجم لسان العرب لابن منظور والبحث عن معنى كلمة الخنس فنجد أن لها معنيين هامين متتابعين: الأول الاختفاء والثاني القبض، وهما الصفتان الهامتان اللتان يتميز بهما الثقب الأسود. وورود الكلمة بصيغة مبالغة (خنس) تفيد معنى دوام وثبوت هذه الصفة لا كما تذكر التفاسير القديمة أنها الكواكب التي تظهرأحيانا وتختفي أحيانا خلال دورانها في أفلاكها. وعند البحث عن معنى كلمة الكنس نجد معناها الإزالة والتنظيف. وورودها بهذه الصيغة (الكنس) يمكن أن يعطيها معنيين: الأول معنى اسم المفعول مكنوس أي أنها كنست (بضم الكاف)، فنظفت وأزيلت مادة طاقتها وفرغت فأصبحت جرداء، كالحصان إذا جز شعره فهو مكنوس كما ورد في معجم لسان العرب. والمعنى الثاني هو اسم الفاعل كانس أي أنها هي التي تكنس وتنظف ما حولها بجذبه بطاقتها الجبارة (حتى أنها شبهت بمكنسة كهربائية ضخمة في الفضاء تلتهم كل ما يحيط بها أو يقترب منها)

أما كلمة الجواري، فهي الشموس حيث ذكر القرآن الكريم كلمة الجري في مجال الفلك في قوله تعالى في وصف الشمس في سورة يس الآية 38 (والشمس تجري لمستقر لها). فسبحان الله العظيم لهذا الإعجاز العلمي اللغوي المذهل حيث يصف بدقة أحدث ما توصل إليه علم الفلك بكلمتين عجيبتين لا يمكن استبدالهما بأي كلمات أخرى، حيث أن كلا منهما تدل على صفتين قائمتين متلازمتين للثقوب السوداء ولا يوجد في اللغة العربية أي كلمة أخرى تؤدي هذين المعنيين معا. فخصائص الثقب الأسود أنه خفي، قابض، فارغ مكنوس من طاقته وهو منظف أو كانس لما حوله

و كذلك الحال في سورة النجم والتي توضح آلية نشوء الثقب الأسود، فهي تبتدأ بالقسم: (والنجم إذا هوى). و عند الرجوع إلى معنى كلمة هوى في اللغة نجد أيضا وللعجب أنها تحتمل معنيين: الأول فرغ كقوله تعالى في سورة إبراهيم
الآية 43 (وأفئدتهم هواء) أي فارغة، والثاني انهار وسقط كقوله تعالى في سورة الحج الآية 31 (أو تهوي به الريح في مكان سحيق). فعندما يفرغ النجم من مادة طاقته النووية يسقط و ينهارعلى نفسه فينسحق ويصبح جسما صغيرا كثيفا معتما لا يرى (ثقب أسود) ولعل هذا التفسير يزيل اللبس الذي وقع للكثيرين عند محاولة فهم المقصود من معنى الآية

ولقد ناسب هذا القسم الإلهي العظيم بجرم كوني (الثقب الأسود) و الذي لا يمكن أن يرى عيانا ولكن يمكن أن يستدل عليه ، ناسب
الحادثة الثانية لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام ليلة الإسراء والمعراج ، فجبريل عليه السلام لا يرى عيانا. وأيضا هنا كذلك الحال لا يمكن استبدال كلمة هوى بأي مرادف لها في اللغة العربية حيث لا يتحقق المعنيان (الفراغ والإنهيار) إلا بها

فإذا ربطنا اوجه الشبه بين النصين الواردين في سورتي التكوير والنجم من حيث المناسبة والأسلوب اللغوي والبلاغي والحقيقية العلمية وأدركنا وأيقنا أن القسم بالخنس الجوار الكنس هو عين القسم بالنجم إذا هوى ولنفس المناسبة وبنفس الأسلوب فان معاني الإعجاز في كل ذلك مما يعجز العقل عن الإحاطة به

وفي سورة الحاقة ذكر لجبريل عليه السلام بصفته (رسول كريم)، ويأتي القسم من الله عز وجل (فلا اقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون) ومما لا نبصر بدلالة ما سبق جبريل عليه السلام و ظاهرة الثقوب السوداء لأنها ظاهرة كونية لا يمكن رؤيتها والله اعلم

و من اللطيف أن نلاحظ هنا أن سورة التكوير بدأت بذكر مشاهد يوم القيامة (وهي غيب محض لا يدرك إلا بالنقل بواسطة الرسل و الأنبياء) وخصص لكل مشهد آية واحدة لوصفه مثل (إذا الشمس كورت)، كما ذكرت السورة ظواهر دنيوية مرئية لا تحتاج إلى دليل لكي تدرك مثل (والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس) وأيضا خصص لكل ظاهرة آية واحدة. و كعادة القرآن في ذكره للمتقابلات (فعند ذكر الجنة تذكر النار، وعند ذكر المؤمنين يذكر الكفار والمنافقون)، فيذكر الله سبحانه وتعالى هنا أمرا دنيويا ولكنه غير مرئي و إنما يحتاج إلى بحث و تدبر، وهو ذكره للخنس الجوار الكنس (الثقوب السوداء)، وأتى بذكره بين مشاهد يوم القيامة (غيب) وظواهردنيوية (حاضر)، وخصص لذكرها و بيانها آيتين لمزيد من التأكيد والإيضاح. فالأمور الغيبية لا تدرك فهي من مظاهر إيمان المؤمن فلا تحتاج إلا إلى آية واحدة لبيانها. و الأمور الدنيوية المرئية ظاهرة للمؤمن و الكافر كالليل والصبح فلا تحتاج لأكثر من آية لبيانها. أما الثقب الأسود (فلا أقسم بالخنس، الجوار الكنس) فلأنه أمر دنيوي و لكنه خفي غير مرئي فقد ناسب أن يذكر بآيتين لمزيد من البيان وللحث على البحث و التدبر

ومن لطائف الرسم القرآني المعجز والمتماهي والمتسق مع خصائص هذه الحقيقة الكونية الباهرة استخدام أقصر المفردات للدلالة عليها

تأمل كلمتي خنّس وكنّس كل منهما أربعة أحرف ولكن الحرف الأوسط مشدد في كلتيهما فتكتبان أصغر بحرف كما أن الحرف الأوسط مكثف تماما كحال الثقب الأسود المنكمش حجما والثقيل الكثيف مركزا، وتأمل كلمة الجوار وقد حذفت يائها (الجواري) دونما أي مبرر نحوي ولكنها فرائد ولطائف الرسم القرآني العجيب المتسق مع مضمون ومعاني الكلمات والآيات الكريمة

و من لطائف تفسير هذه الآية (إذا الشمس كورت) يقول البغوي في تفسيره قبل حوالي ألف عام “أن اصل التكوير جمع بعض الشيء إلى بعض فمعناه أن الشمس يجمع بعضها إلى بعض ثم تلف فإذا فعل بها ذلك ذهب ضوءها”. فسبحان الله العليم الذي علمه و ألهمه هذا قبل ألف عام. كما أن الآية التي تلتها (وإذا النجوم انكدرت) معناها في التفسير أي تغيرت وأظلمت وتساقطت

وبالمناسبة أود أن أشير إلى أن التسمية المعتمدة حاليا (الثقوب السوداء) غير دقيقة علميا ولا دلالة لها، و لذلك نقترح أن تعتمد التسمية القرآنية (الخنس، أو الجوار الكنس) و التي لا يخفى ما لها من معاني و دلالات علمية و إيمانية عميقة

وسبحان القائل في محكم التنزيل: ( سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) والله أعلم الحمد لله رب العالمين

لفهرس المواضيع الرجاء الضغط هـــــــــــــــنــــــــــــا

المراجع

1- القرآن الكريم.

2- تفسير البغوي.

3- تفسير البيضاوي.

4- تفسير زاد المسير لابن الجوزي.

5- معجم لسان العرب لابن منظور.

“Black Hole”, Microsoft® Encarta® Online Encyclopedia 20016-

http://encarta.msn.com © 1997–2001 Microsoft Corporation. All rights reserved.

7 — “Black Hole” The Columbia Encyclopedia, 6th ed. New York: Columbia University Press, 2001. www.bartleby.com/65/.

--

--

No responses yet