محاولة فهم بدء الخلق في ضوء آيات القرآن الكريم ومعطيات العلم الحديث

nephrons
5 min readMay 25, 2021

--

خَلَقَ السّمٰوٰت والأرض في ستة أيام

لا شك أن خلق الكون كان وما يزال أحجية علمية معقدة لم يتضح ويتأكد الكثير من معالمها بشكل دقيق حتى وقتنا هذا ولكن يمكن البناء على الخطوط الرئيسية المفترضة ومقارنة توافقها مع آيات خلق السّمٰوٰت والأرض الواردة في القرآن الكريم والتي تؤكد في أكثر من آية أن الله سبحانه وتعالى خلق سبع سمٰوٰت طباقا وأن عملية الخلق استغرقت ستة أيام

المتأمل لهذه الآيات الكريمة وغيرها يلحظ العلاقة الوثيقة التي تربط مفهوم المكان المتمثل بالسمٰوٰت والأرض بمفهوم الزمان المتمثل بالأيام السته وذلك منذ أن بدأ الله سبحانه الخلق والذي يصطلح عليه علميا بتعبير
Space-time الزمكان
مع ملاحظة نسبية الزمن في طول اليوم في القرآن الكريم وتغيره طولا أو قصراً

ومن المتفق عليه علميا حسب نظرية الإنفجار الكبيرأن الكون ابتدء من نقطة متناهية الصغر شديدة الحرارة والكثافة، وأنها بدأت منذ اللحظة الأولى بالتوسع بسرعة هائلة تفوق سرعة الضوء، وقد تعاقب عليها ستة مراحل (أو أيام) أولها متناهي الصغر من أجزاء الثانية (كلمح البصر أو هو أقرب)، في حين أن اليوم الأخير أوالمرحلة السادسة والذي شهد بدأ نشوء الحياة متناهي الطول وأنه مازال وسيبقى إلى النهاية وذلك حسب الرسم أدناه والذي يعرف بالتقويم الكوني

Cosmic calendar

وبالرغم من أن هذه المراحل السته افتراضية ومتداخلة إلا أنها تتناغم مع الوصف القرآني لخلق السمٰوٰت والأرض

ولكون بدأ خلق الكون وتطوره هو غيب محض فكل ما قيل ويقال في هذا الموضوع يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب

فقد يتعذر معرفة دقائق التفاصيل ولكن قبل خلق الأرض كان هناك سماء من دخان ثم تشكلت على شكل سبع سمٰوٰت في آخر يومين (الخامس والسادس)، وقبل ذلك كله كان هناك العرش والذي كان على الماء وهذا من الغيبيات التي لا يدرك كنهها

ومن المدهش حقا أن التغيرات التي حدثت في خلق الكون في اللحظات والأيام الأول بالرغم من قصرها المتناهي فهي نسبيا أكبر وأهم بكثير من التغيرات التي حدثت وتحدث في اليوم الأخير السادس والذي مازال وسيستمر الى النهاية، كما تظهر هذه النسبية بمفهوم المكان فالسماء الدنيا أوالأولى والتي قد تمثل ما ارتفع عن سطح الأرض حتى الحدود الخارجية للغلاف الجوي هي نقطة صغيرة في بحر السماء الثانية، واللتي قد تمثل فضاء المجموعة الشمسية، كما أن السماء الثانية نقطة في فضاء السماء الثالثة والتي قد تمثل مجموعة النجوم المتقاربة المعروفة بالأبراج والتي منها يتشكل فضاء المجرة أو السماء الرابعة، وهكذا حتى نصل للسماء السابعة, والتي هي نقطة في جسم الكرسي، وأن الإستواء على العرش الذي هو أضخم المخلوقات يتم بعد نهاية العالم بنهاية الأيام السته والذي قد يكون كناية عن يوم الدين والحساب أو يوم القيامة

ولمزيد من البيان دعونا نتأمل هذا الجزء من الآية الكريمة التالية

نلاحظ أن السماء الدنيا أوالأولى لها وظيفة الحفظ كما أنها زينت بمصابيح أي نجوم وهذا الوصف ينطبق تماما على الغلاف الجوي للأرض والذي له خاصية الحفظ من الأشعة الكونية الضارة وسقوط النيازك الكبيرة المدمرة، كما أنها تبدو ليلا وقد تناثرت بها النجوم كالمصابيح حيث يختفي هذا المشهد تماما وتظهر السماء سوداء معتمة بمجرد الخروج من طبقات الغلاف الجوي العليا كما أكدت ذلك الصور التي التقطتها المركبات الفضائية ورآها رواد الفضاء وكما أشارت إليها الآية الكريمة التالية بتعبير لقالوا إنما سكرت أبصارنا أي لم نعد نبصر شيئا

وبناء على ذلك يتوالى ترتيب السماوات السبع كما أسلفنا سابقا

أما ما ورد ذكره في الآية التالية عن وجود سبع أرضين فلا ينطبق عليه الوصف الدارج في التفاسير من أنها سبع طبقات صعودا من مركز الكرة الأرضية

فالآية لا تذكر سبع طبقات بل تذكر أنهن سبع يتنزل الأمر بينهن، أي أنهن سبع كواكب ككوكب الأرض خلق الله عليها نوع حياة يستلزم تنزل الأمر عليهن لوجود نوع من التكليف والذي يستدعي تبيين المنهج

ولتلخيص ما سبق فإن كلمة السماء المجردة إذا ذكرت في القرآن الكريم فلها معنيين أحدهما زماني مرحلي وهو السماء الأولى قبل تميزها في آخر يومين إلى سبعة سماوات أو السماء الأخيرة لحظة الطي والقبض، والثاني مكاني ويراد به كل شيء يرتفع عن رأس الإنسان، فسقف الغرفة سماء، والغيوم في السماء، والنجوم في السماء، أما السموات السبع الطباق فيراد بهن التميز والتشكل الأخير الذي وصفناه ابتداء من سماء الغلاف الجوي الأولى إلى نهاية الكون الممتد أو السماء السابعة والتي تحوي بداخلها السماوات السته الأصغر

السبب بالآية الكريمة هو الحبل والسماء هي سقف الغرفة والمعنى المراد أن الذي يظن أن الله سبحانه قد يخذل نبيه ولا ينصره فليمت غيظا بشنق نفسه ويرى ما يؤول إليه مصيره

السحاب كما يظهر من نافذة الطائرة كالجبال في السماء

وكما بدأ الخلق فجأة بما يعرف بالإنفجار الكبير والذي يستنبط من القرأن الكريم أنه لم يكن إنفجارا عشوائيا بل من الأفضل أن يطلق عليه لحظة الفرد الدوراني الكبير مناظرة لإنتهاء الكون الخاطف بعملية الطي الدوراني الكبير كما تشير إليه الآيات الكريمة

هذا والله سبحانه أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

لفهرس المواضيع الرجاء الضغط هـــــــــــــــنــــــــــــا

--

--

No responses yet