كتابة كلمة الآن بحذف الألف الن
هذه اللطيفة من أدق وأعجب لطائف الرسم القرآني المبهر وكفى بها آية ودليلا على أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال من تأليف بشر فليست هذه الدقة بمقدورهم ولا تخطر لهم على بال, فعند البحث عن كلمة الآن في المصحف الشريف نجد أنها تكررت 6 مرات كتبت كلها بحذف الألف (الن) على غير المعهود عند العرب وكتبت مرة واحدة فقط بإثبات الألف (الآن) كما هو معهود ومتعارف ومتفق عليه فما السر والحكمة البالغة في ذلك؟
لا بد من تأمل دقيق وتدبر لمعاني كل آية وردت فيها كلمة الآن لنكتشف أنها في كل المرات التي حذفت فيها الألف (الن) لم تكن تعني اللحظة الآنية الحقيقية التي يعيشها القارىء لكتاب الله وذلك منذ نزول الآية إلى قيام الساعة, بعكس المرة الوحيدة التي كتبت بها على الشكل المتعارف عليه (الآن) في سورة الجن والتي تعني اللحظة الآنية الحقيقية لأي قارىء لها في أي لحظة منذ نزولها إلى قيام الساعة, ولذلك حذف اللطيف الحكيم حرف الألف تخفيفا للكلمة وبالتالي لمعناها وإشارة ضمنية أن كلمة الآن في مواقع الحذف لا تعني المعنى الحقيقي للكلمة ولا تعكس الوقت الحالي للقارىء في حين أن إثباتها يفيد هذا المعنى و لنتدبر الآيات لتوضيح هذا المعنى الدقيق
نلاحظ أن كلمة الآن الواردة في الآية من سورة البقرة أعلاه لا تعني اللحظة الحالية لقارىء الآية ولكن لحظة ذبح البقرة على عهد موسى عليه السلام فحذفت الألف مراعاة للدقة ولتنبه القارىء أن معنى الآن ليس حقيقيا آنيا ولكنه مجازيا وقع في الماضي السحيق ولنتأمل المثل التالي وهو من سورة البقرة أيضا
أيضا كلمة الآن معناها هنا مجازيا وليس حقيقيا أي ليس لحظة التلاوة وإنما يعني تأكيد حكم الإباحة اعتبارا من آن أو وقت نزول الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولنتأمل المثل التالي في الآية الكريمة من سورة النساء والتي تظهر المعنى المجازي لكلمة الآن لحظة الموت الإفتراضي للقائل وليس اللحظة الآنية للقارىء أو المستمع
وكذلك المعنى المجازي في آية سورة الأنفال التالية
وآية سورة يونس الأولى
وآية سورة يونس الثانية
وآية سورة يوسف
ثم تأتي أخيرا الآية الكريمة من سورة الجن والتي تميزت عن كل الآيات السابقة بأن المعنى الدقيق لكلمة الآن هو المعنى الحقيقي للكلمة وهوأنه في أي لحظة من وقت نزول الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة بما فيها اللحظة التي يتلو أي قارىء لكتاب الله الكريم هذه الآية فيتحقق معناها من فوره
فسبحان الله العظيم, اللطيف الحكيم, الخبير العليم الذي لابد أن يكون كلامه كامل الكمالات لا تعزب عنه شاردة ولا واردة والحمدلله رب العالمين
لفهرس المواضيع الرجاء الضغط هـــــــــــــــنــــــــــــا
*****************************************************************