لطائف رسم القرآن العظيم والكتاب الحكيم

كتابة الهمزة استثناء متصلة بألف مقصورة في نهاية الكلمة

nephrons
3 min readAug 22, 2020

آناء ، آنائ

عند البحث عن كلمة آناء في كامل القرآن الكريم نجدها فقط في ثلاث آيات وحصرا مضافة إلى الليل كما في الشكل التالي

والغريب في الأمر أنها كتبت في المرة الثانية وفي سورة طه على غير المعتاد بإضافة ألف مقصورة كما يظهر أدناه

فما هو التفسيروالحكمة الظاهرة لذلك؟

نلاحظ أن الآية الأولى من سورة آل عمران إنما تصف حال طائفة مؤمنة متميزة ممن سبق من أهل الكتاب أسهروا ليلهم بالصلاة وتلاوة آيات الله، في حين أن الآية الأخيرة من سورة الزمر تصف حال أفرادا متميزين من هذه الأمة أحيوا لياليهم بالقيام والصلاة والسجود بين يدي ربهم الحبيب، إلا أن الآية الوسطى من سورة طــه إنما هي بحق النبي صلى الله عليه وسلم والذي كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه كما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث كان يصلي الركعة بسور البقرة والنساء وآل عمران كاملة، بما في ذلك من حضور كامل بين يدي مولاه العظيم، فميز الله سبحانه هذا القيام الخاص الكامل الثقيل بزيادة الألف المقصورة ليثقل المعنى لانه كما هو معلوم كل زيادة بالمبنى ترافقها زيادة في المعنى

وبذلك تتحقق هذه المعاني التي فرضها الله خصوصا على نبيه المجتبى من دون الناس في بداية سورة المزمل

والسؤال المهم هو كيف امتلأ كتاب الله الحكيم بمثل هذه الجواهر المبثوثة في طول الكتاب وعرضه، ومن وضعها فيه وميزه بها عن كل الكتب التي عرفها البشر؟ ألم يتنزل القرآن الكريم على النبي الأمي والأمة الأمية؟ نعم كان معظم العرب أقحاح بالسليقة، ولكنهم كانوا أميين لا يكتبون ولا يقرأون، وكانت الكتابة في عصرهم ناشئة غير متطورة بلا حركات ولا تنقيط، ومن أتقن الكتابة منهم لا يتعدون العشرات، ولقد انتبه العلماء في القرن الثاني الهجري إلى اختلاف الرسم القرآني هذا عن الكتابة المألوفة، وعندما سؤل الامام مالك سيد العلماء في ذلك الوقت عن ذلك وعن حكم تعديله إلى المألوف أصدر فتواه الشهيرة بحرمة ذلك وقال كلمته الفصل: لا يكتب إلا كما كتب على الكتبة الأولى، وتبعه في ذلك إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، فهم بالرغم من عدم معرفتهم بأسباب وحكمة اختلاف الرسم في وقتهم، إلا أنهم أدركوا أن لذلك سر إلهي ستكشفه الأيام، فالقرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم هو كما تنزل أول مرة، وكما كتبه كاتب وحي رسول الله زيد بن ثابت الذي حضر العرضة الأخيرة قبل وفاة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وبحضور أمين الوحي جبريل عليه السلام وأقره على ذلك، وحفظه الله لنا عبر القرون على هذه الكتبة الأولى لتتجلى لنا في هذا العصر هذه المعجزة وهذه العجائب واللطائف التي لا تخطر على بال بشر والتي لا تنقضي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، في أبهى وأجمل وأثبت وأوثق وجه من وجوه الإعجاز، والله سبحانه أجل وأعلم، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

لفهرس المواضيع الرجاء الضغط هـــــــــــــــنــــــــــــا

^^^^^^^^^^^^^^^^^^

--

--

No responses yet