كتابة الهمزة على واو في نهاية الكلمة 2
جزاء , جزاؤا
كما أوضحنا بمثال سابق في كتابة كلمة ضعفاء أن العدول عن الرسم المعتاد إلى الرسم المثقل ضعفؤا إنما يعكس حالة من شدة الضعف لم يعرفها الإنسان بعد لأنها حالة الكافريوم القيامة, وبنفس المنهج الرباني الفريد المبهر الذي لم يعرفه الأدب العربي من قبل نزول القرآن الكريم ولا من بعده فإن كلمة جزاء التي تكررت في القرآن الكريم 31 مرة إنما كتبت بالرسم المعتاد في 27 مرة وكتبت فقط 4 مرات بالرسم المثقل جزاؤا لتعكس عقوبة مشددة لذنوب كبيرة متعدية كالظلم و الإفساد في الأرض كما سيأتي
فقد رسمت كلمة جزاء بالشكل المعتاد حصرا في كل المرات التي وصفت جزاء المؤمنين و أعمالهم الصالحة كما في سورة الزمرأعلاه لأنها فضل من الله وحده, ولكنها كتبت بالشكلين المعتاد و المثقل في وصف جزاء الكفار وأعمالهم السيئة كما في الأيات التالية
فالذنوب في حق الله كجحود آيات الله يأتي وصف جزاؤها بالشكل المخفف جزاء كما في الآية الكريمة من سورة فصلت أعلاه لأنها لا تتعدى إلى حقوق العباد, أما الذنوب المتعدية والتي تتعدى على حقوق العباد كالظلم و الإفساد فجزاؤها شديد فيرسم بالشكل المثقل جزاؤا كما سنرى
ففي الآية أعلاه من سورة المائدة جزاؤا الجريمة الأولى في التاريخ عندما قتل ابن آدم أخيه فكأنما قتل الناس جميعا وهذا أشد أنواع الظلم
أما جزاؤا محاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض كما في الآية 33 من سورة المائدة أعلاه فعقوبة مغلظة شديدة ذكرت بصيغ المبالغة يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع ومن المعلوم أن القتل و القطع إنما يكون مرة واحدة ولا يمكن تكراره ولكن لبشاعة الجرم وتعديه على حقوق الكثير من العباد فتوحي صيغة المبالغة إلى أن الجزاء العادل هو أن يقتلوا ثم يقتلوا ثم يقتلوا ألى أن يتم القصاص منهم ولذلك كتبت كلمة جزاؤا بالرسم المثقل
وفي سورة الشورى أعلاه نرى الجزاء للظلم المتعدي للعباد وقد كتب بالرسم المغلظ جزاؤا
وكذلك جزاؤا الظلم المتعدي في سورة الحشر أعلاه. ومن المعلوم أن الله قد يمن على من يشاء من عباده بغفران الذنوب والحقوق التي له على عباده ولكنه لا يغفر الذنوب المتعدية على العباد حتى يتم الأداء أو القصاص أو المسامحة والله سبحانه أعلم وأحكم وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
لفهرس المواضيع الرجاء الضغط هـــــــــــــــنــــــــــــا
- ***************************************************