سيماهم , سيمهم
المثال التالي هو من أعجب لطائف الرسم لتعدد موافقاته لمعاني الآيات بطريقة مبهرة وهو يتعلق برسم كلمة سيماهم أي هيأتهم أو صفتهم. والناس حسب التصنيف القرآني ٣ مجموعات: المؤمنون وسيماهم العزة والرفعة والعلو, والكافرون والمنافقون وسيماهم الذلة والهوان, ويوم القيامة قوم استوت حسناتهم وسيآتهم فهم أهل الأعراف لا هم بذلة الكفار ولا بعزة المؤمنين فهم بين بين. ولننظر الآن كيف توافق رسم كلمة سيماهم مع كل مجموعة مع حالتهم
الآية الكريمة التالية وردت في سورة البقرة وهي تصف قوما فقراء مقعدون ظاهر حالهم ذل الفقر والمسكنة كتبت سيمهم بحذف الألف لتتوافق وتدل على حالتهم
ثم تأتي هذه الآية الكريمة من سورة محمد والتي تتحدث عن المنافقين الذين يعرفون بمسكنتهم وتذللهم بالكلام فهنا أيضا حذفت الألف في سيمهم لتتوافق مع وصف حالهم
وصف القرآن الكريم في سورة الرحمن الكفار بالمجرمين و يوم القيامة هم أشد الناس ذلا و هوانا
ثم تأتي آية وحيدة في القرآن الكريم في سورة الفتح لتتكلم وتصف حال المؤمنين الذين هم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين انحنت قاماتهم وسجدت جباههم تذللا لله فأعزهم الله في الدنيا والآخرة ورفع قدرهم ومكانتهم فجاءت سيماهم بالألف الممدودة الشامخة إلى الأعلى متوافقة منسجمة مع حالتهم
ثم تأتي في سورة الأعراف حالة متوسطة لقوم استوت حسناتهم وسيآتهم فهم أهل الأعراف يوم القيامة لاهم بعزة المؤمنين ولا هم بذلة الكافرين والمنافقين وتكرر ذكرهم في سورة الأعراف مرتين وفي كلتا المرتين كان يتم حذف الألف الطويلة الدالة على العزة والرفعة ولكن يضاف للرسم شيء جديد كرسي أو نبرة أو عرف بارز (كعرف الديك) يصور حالهم وهم واقفون على الأعراف وهو مكان مرتفع مطل على أهل الجنة والنار
وللتوضيح والمقارنة الصور التالية بالتكبير
فلا نملك إلا أن نقول سبحان الله العظيم وبحمده سبحان الله فهذا الأسلوب الدقيق والتوافق العجيب لا يمكن أن يخطر على قلب بشر ولا يمكن إلا أن يكون من لدن لطيف خبير والحمد لله رب العالمين