عجائب حرف الألف في كتاب الله الحكيم (القرآن الكريم) 13

nephrons
3 min readApr 1, 2020

--

إضافة حرف الألف لكلمة اليأس في المصحف الشريف

ذم القرآن الكريم ونهى عن اليأس واعتبره صنو الكفر ودليلا عليه وهو بلا ريب شعور سلبي مدمر ولذلك خصه الحكيم الخبير بلطفه الخفي برسم قرآني خاص يظهر الكثير من معاني هذه الصفة وذلك بإضافة حرف ألف زائد يرى ولا ينطق كما يلي

وردت الكلمة في المصحف الشريف في سورة يوسف عليه السلام مرتين متتابعتين في آية واحدة ونلاحظ أن كلمات اليأس كتبت على غير المعتاد بإضافة حرف ألف (تايئسوا) بدل (تيأسوا) وكما ذكرنا مرارا فإن الزيادة في المبنى تستدعي زيادة في المعنى وأن لحرف الألف الزائد معان كثيرة

فما دلالة هذه الزيادة لهذا الحرف وما حكمتها الظاهرة

فنجد لذلك فوائد كثيرة نجملها بالتالي: الفائدة الأولى تثقيل الكلمة لتعكس ثقل هذه الصفة المذمومة عند الله سبحانه وفي ميزان السيئات لإنها تدل على انقطاع الثقة والحبل الممدود مع الله وسوء الظن به عز وجل ولذلك حصرها بالكافرين (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) فهي ليست من صفات المؤمن ولا تليق به

أما الفائدة الثانية لتثقيل الكلمة فللدلالة على ثقل اليأس على النفس البشرية وتأثيرها السيء الذي قد يفضي إلى الإكتئاب وما ينتج عنه من عوارض قد تودي إلى الإنتحار

والفائدة الثالثة هو الدلالة على تأخر وطول مدة حدوث هذا الشعورالسلبي لأنه يمر أولا بمراحل من الأمل والرجاء والصبرقبل أن يصل إلى مرحلة اليأس

أما الفائدة الرابعة لحرف الألف وهي الأهم فتدل على ضرورة ووجوب وجود حاجز وسد متين من الإيمان واليقين والتوكل يحول بين المؤمن وهذا الشعور السلبي المدمرالذي يفقد الصلة واليقين والتوكل واللجوء إلى الله الحكيم الخبير والقادر على تغيير االحال إلى أحسن الأحوال

وكل هذه المعاني العظيمة تضمنها هذا الحرف الزائد والذي لا يلحظه السامع لتلاوة القرآن الكريم ولكن يراه القارىء المبصر والمتدبر لآيات الذكر الحكيم من المصحف الشريف, فسبحان اللطيف الخبير الذي ميز كتابه العظيم عن كل كتب البشر بعجائب ولطائف وفرائد لا تحصى, وحفظه من أي تحريف أو تبديل أو تغييرولو طفيف على مر الزمان وتبدل الأحوال ليكون آية عظيمة تدل على مصدر هذا الكتاب وعلى تميزه وحفظه كمعجزة خالدة لهذا الدين الخاتم

هذا والله سبحانه أعلم وأحكم والحمدلله رب العالمين

لفهرس المواضيع الرجاء الضغط هـــــــــــــــنــــــــــــا

***************

--

--

No responses yet