عجائب حرف الألف في كتاب الله الحكيم (القرآن الكريم) 12

سعوا , سعو

nephrons
3 min readFeb 27, 2020

هذه اللطيفة من عجائب الرسم القرآني هي من أدق وأخفى لطائف إثبات و حذف حرف الألف في المصحف الشريف. فقد وردت كلمة “سعوا” في القرآن الكريم مرتين في آيتين متامثلتين ظاهريا في الكلمات, ولكن مع فرق دقيق لطيف في السياق مما استدعى التمييز بينهما بإثبات ألف الجماعة والتفريق في إحداهما وحذفها في الثانية, فما الحكمة الظاهرة لنا من ذلك؟

ففي الموضع الأول في سورة الحج أثبتت الألف فكتبت كالمعتاد (سعوا), وذلك لأن عقوبتهم مؤجلة متأخرة إلى يوم القيامة ولكنها عقوبة دائمة راسخة لأنهم أصحاب الجحيم فناسب السياق إثبات حرف الألف للدلالة على تأخر العقوبة وثقلها ودوامها

في حين أن السياق في آية سورة سبأ يوحي بجزئية (من رجز: للتبعيض), وسرعة بدء ومباغتة العقوبة عند قيام الساعة التي أمرها أقرب وأسرع من لمح البصر ولذلك لازم وناسب هذه المعاني أن تحذف ألف التفريق فكتبت استثناء هكذا (سعو) للدلالة على عدم اكتمال العقوبة السريعة المباغتة عند لحظة قيام الساعة التي هي بدورها أسرع من لمح البصر

فهذه الإختلافات الدقيقة اللطيفة تحث المتدبر لآيات الذكر الحكيم على التفكر والتأمل في ما وراء النص وذلك لحسن التلقي والفهم لمرادات الله تعالى وللتعرف على بعض جوانب التميز والكمال الظاهرة والتي تثبت بما لا يدعوا للشك أن هذا القرآن الكريم فوق قدرة البشر على أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا, فما يزال التحدي الخالد لجميع البشر والخلائق من دون الله سبحانه أن يأتوا بسورة من مثله لم ولن يتحقق, والله سبحانه أجل وأحكم وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

لفهرس المواضيع الرجاء الضغط هـــــــــــــــنــــــــــــا

**********************

--

--

No responses yet