الرسم العثماني للمصحف الشريف: عجائب حرف الألف في كتاب الله الحكيم (القرآن الكريم) 14
رسمت كلمة غفّار التي ذكرت في كامل المصحف الشريف خمس مرات فقط على هيأتين: غفار بالألف الممدودة كما تكتب عادة وذلك في موضعين اثنين، ورسمت استثناء بحذف الألف الممدودة واستبدالها بألف خنجرية في ثلاثة مواضع، فما الحكمة الظاهرة من ذلك؟
نلاحظ أن كلمة غفّار بدون ألف (غفّر) وردت للدلالة على إسم من أسماء الله الحسنى مقترنا باسم العزيز في ثلاثة سورمتلاحقة ومتماثلة في الآيات 66 من سورة ص، 5 من سورة الزمر، و 42 من سورة غافر، فدلالتها في هذه المواقع على صفة ذاتية للحق سبحانه واسمه الغفار، وعلى علاقتها الوثيقة واتصالها بصفة العزة واسمه العزيز، فناسب لذلك حذف حرف الألف
في حين أنها وردت مرتين كاسم فاعل (اسم حرفة) أو كصيغة مبالغة للفعل غفر، منفصلة عن صفة العزة، واستجابة لطلب المغفرة من العباد، فناسب رسمها بألف ممدودة في آيتين من سورة طه 82، ونوح 12
فسبحان اللطيف الخبيرالذي هذا هو كلامه بدقته وجماله، والذي لا يشبهه شيء من كلام الخلق مهما سما وارتقى، والله سبحانه وتعالى أجل وأعلم وأحكم، والحمدلله رب العالمين