التركيب الحَلَقي في آية الكرسي (أعظم آيات الذكر الحكيم)- من لطائف القرآن الكريم

nephrons
3 min readJun 30, 2020

--

Ring structure of The Holy Quran - Ayat Al-Kursi (2, 255)

كما لاحظنا في مقال سابق وجود علاقة تركيبية حَلقية (دائرية) متناظرة في سورة الفاتحة -أعظم سور القرآن الكريم- تعطي للنص مزيد بهاء وجمال، وتربط الآيات المتباعدة بروابط وثيقة تثري المعاني والدلالات، بأسلوب بلاغي جميل هو في حقيقته غريب عن أساليب العربية وآدابها، ويثبت أن هذا القرآن الكريم جامع لصفات التميز، وأولى بكل جمال وكمال، فنرى كذلك في آية الكرسي -أعظم آية في الكتاب الكريم- علاقة حَلقية مميزة، لا تخطؤها العين لتزيد الجمال جمالا، والعظمة عظمة، حيث تتناظر جُملها التسع حول جملة المحور الخامسة ذات الدلالة الظاهرة (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) في إشارة واضحة إلى ما سبقها وما يتبعها من جُمل يبينها الشكل التالي حيث ترتبط معاني الجُمل الأولى بالتاسعة، والثانية بالثامنة، والثالثة بالسابعة، والرابعة بالسادسة

التركيب الحَلقي في آية الكرسي (اضغط على الشكل للتكبير) Ring structure in The Holy Quran

ولا شك أن عظمة هذه الآية الكريمة وتميزها إنما هو لعظمة وشرف موضوعها وهوالتعريف بصفات العظمة، والجلال والجمال، والقدرة والكمال لله سبحانه خالق الوجود ومديمه، فالجُملة الأولى (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) تتكامل مع الجملة الأخيرة (وهو العلي العظيم) حيث ذكرت الجملة الأولى من الأسماء الحسنى الاسمين الحي والقيوم، وختمت الجملة الأخيرة بالاسمين العلي العظيم في تناسق وتكامل مبهر(الله لا إله إلا هو الحي القيوم، وهو العلي العظيم)

وتصف الجملة الثانية ما لله من عظمة القدرة، فلا يعتريه أدنى درجات النعاس ولا النوم، ولذلك فهو لا يغفل عن خلقه للحظة، كما لا يعجزه ولا يتعبه إدامة السموات والأرض وحفظهما، فهو لا يحتاج إلى الراحة، وفي تناظر وتناسق حَلقي دائري مدهش يربط الجملة الثانية بالجملة الثامنة (لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يؤوده حفظهما)

أما الجملة الثالثة (له ما في السموات وما في الأرض) فتتناسق وتتكامل مع الجملة السابعة (وسع كرسيه السموات والأرض) في علاقة حَلقية ظاهرة

وأما الجملة الرابعة (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) فتظهر ضعف البشر وافتقارهم وحاجتهم لفضل مولاهم وخالقهم في الآخرة عند الحساب، وفي تناظر وتكامل مبدع مع الجملة السادسة (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) التي تظهر ضعف العباد وحاجتهم إلى مولاهم في الحياة الدنيا

وأما الجملة الخامسة المحورية فهي كالمرآة تعكس تكامل النص الذي قبلها بالنص الذي بعدها، (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) في دلالة واضحة على سعة علم الله في الأولى والآخرة، فسبحان الله العظيم على جمال كلامه، وكمال بلاغته، والذي لا تنقضي عجائبه، و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

لفهرس المواضيع الرجاء الضغط هـــــــــــــــنــــــــــــا

************************

--

--

No responses yet